في ظل أجواء غير مألوفة، يعيش نادي مانشستر سيتي حالة من التوتر غير المسبوق منذ وصول المدرب بيب جوارديولا، حيث يمر الفريق بسلسلة من النتائج المخيبة للآمال، التي انعكست على الأجواء الداخلية في غرفة الملابس. بعد أربع هزائم متتالية، يبدو أن النادي قد دخل في مرحلة حرجة يتخللها الكثير من الضغوط والتوترات بين المدرب ولاعبيه.
سلسلة هزائم مفاجئة تضرب الفريق:
شهد مانشستر سيتي سقوطًا متتابعًا في الأسابيع الأخيرة. بدأت هذه السلسلة بالخسارة أمام توتنهام في كأس الرابطة (2-1) يوم 30 أكتوبر، تبعتها هزيمة جديدة أمام بورنموث في الدوري الإنجليزي (2-1)، ثم سقوط ثقيل في دوري الأبطال أمام سبورتينغ لشبونة بنتيجة (4-1)، وأخيراً، تلقى الفريق هزيمة أخرى أمام برايتون في الدوري (2-1). هذه النتائج لم تعتد عليها جماهير السيتيزنز منذ بداية عهد جوارديولا.
ومع أن مانشستر سيتي لا يزال في المركز الثاني في ترتيب الدوري الإنجليزي، إلا أن الفارق اتسع بينه وبين المتصدر ليفربول إلى خمس نقاط. كما أن هناك منافسة قوية تنتظره من فرق أخرى مثل تشيلسي وآرسنال، الأمر الذي يجعل موقف الفريق صعبًا في الأسابيع القادمة.
الإصابات تعمق أزمة مانشستر سيتي:
تعاني تشكيلة مانشستر سيتي من غيابات عديدة بسبب إصابات أثرت بشكل كبير على الأداء العام للفريق. غياب لاعبين مثل رودري، جاك غريليش، وجيريمي دوكو أجبر جوارديولا على إجراء تغييرات في التشكيلة التي لم تكن دائماً موفقة. ورغم أن جوارديولا يُعتبر من عباقرة التدريب في كرة القدم، إلا أن تتابع الإصابات وضغط المباريات حدَّ من إمكانياته في إدارة الفريق. وفي ظل غياب لاعبين أساسيين، اعتمد جوارديولا على أسماء عائدة من إصابات طويلة مثل كيفين دي بروين، إيلكاي غوندوغان، وكايل ووكر، إلا أن مستوياتهم لم تكن عند مستوى التوقعات.
كايل ووكر، قائد الفريق، عبَّر عن رؤيته لهذه الأزمة بقوله: "علينا إظهار شخصياتنا الحقيقية وتجاوز هذه الأزمة. قد تكون فترة صعبة، ولكننا في مانشستر سيتي، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة لمواجهة التحديات".
أداء ضعيف من اللاعبين القادة:
أشار جوارديولا إلى أهمية القادة في الفريق، مثل ووكر وغوندوغان، الذين يُفترض بهم قيادة التشكيلة في الظروف الصعبة. ولكن، مع استمرار الأداء الضعيف، بدت علامات الاستفهام حول جاهزية ووكر وغوندوغان لقيادة الفريق. أضاف غوندوغان في تصريحاته: "علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا. نحن في مانشستر سيتي، والتوقعات عالية، وهذا أمر طبيعي. علينا أن نؤدي دورنا بشكل أفضل ونعمل على استعادة التوازن في جميع البطولات".
توتر بين جوارديولا وبعض اللاعبين:
الأجواء المشحونة لم تقتصر على النتائج فقط، فقد ظهرت خلافات بين جوارديولا وبعض اللاعبين، حيث نشب خلاف بينه وبين ووكر على خط التماس خلال مباراة برايتون. كما أبدى المدرب استياءه من تصريحات برناردو سيلفا، الذي وصف الوضع الحالي للفريق بـ"الفترة المظلمة". ولم يكن جوارديولا راضياً عن انضمام جاك غريليش إلى المنتخب الإنجليزي خلال التوقف الدولي وهو في حالة إصابة غير مكتملة الشفاء.
وأفادت تقارير "مانشستر إيفينينغ نيوز" بأن جوارديولا أصبح أكثر توتراً هذا الموسم، حيث بدأ يتواجد على خط التماس منذ التمارين ليكون على مقربة من الفريق ويوجههم بشكل مباشر. كما أظهرت تقارير أخرى أن إيرلينغ هالاند قد شعر بالغضب من الأداء الدفاعي للفريق، حيث عبّر عن استيائه بعد الهدف الثاني الذي تلقاه الفريق أمام برايتون.
مستقبل غامض لجوارديولا:
إلى جانب التوترات الحالية، يبقى مستقبل جوارديولا غير واضح، حيث لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن تمديد عقده الذي ينتهي في يونيو القادم. هذا الوضع يضيف المزيد من الضغوط على المدرب واللاعبين، ويزيد من تعقيد الأجواء في الفريق.
في خضم هذه الأجواء المضطربة، يتطلع مانشستر سيتي للاستفادة من فترة الانتقالات الشتوية المقبلة لتحسين التشكيلة، واستعادة الثقة بالنفس مع عودة اللاعبين المصابين، وتجاوز هذه المرحلة الصعبة للعودة إلى المنافسة على الألقاب.